سقط الطاغية .. و اتباعه يواصلون السقوط .. انتهى العرض العسكرى .. وبدأ عرض الربيع .. هاهو نسيم الحرية .. فلنستنشقه سويا والان علينا .. ان نزكى احدنا كى نتذوق نسيم الحرية ..
لم يكن احدهم ليصدق ان هذا سيحدث يوما فعلى مدار السنوات الماضيه .. وبعد ان تتابعت الاجيال علينا .. قتل الحلم بهذا اليوم داخل الجميع .. ووقفت انا صابرا .. غير متقدم ولا متراجع .. ولكنى كنت اعلم بقدوم هذا اليوم .. فلا يوجد بين القاتل وقتيله الا الصبر .. فاخترته ..كى اكون افطن من قتيلى
.. وها هو الوعد الحق يا اصدقا ئى .. والان .. علينا ان ننظم الافكار .. ولا نجعل فرحتنا بخروجنا من عنق الزجاجه .. باعثا لنا على الاندفاع الغير المنظم ..
حسنا كل فريق يخرج واحدا .. ثم بالانتخاب يتولى احدهم امرنا .. قالها احدهم - مدعيا الحكمه -
كنت انا انظر فى عينيه وامارس متعتى الازليه ( وسبب سكونى فى الوقت نفسه ) فى قرائة الافكار .. فرأيت مالم اكن متأكدا منه ..
وبقرار حاسم .. نظرت فى عيون الحضور .. ورأيت ما تيقنت منه .. رأيته يلمع فى عيونهم .. يطير بكل واحد منهم .. ثم يضعه على رؤوس الاخرين ..
الكرسى .. يا لك من شيطان متخفى
كدت ان احذرهم من ان كارثة على وشك الوقوع بنا جميعا .. لكنها قد وقعت .. فقد تقدم الجميع للترشيح .. وبذلك لن نجد من يدلى بصوته .. وسوف تكون النتيجه متعادله .. حيث كل شخص سوف يدلى بصوته لنفسه
اعتليت كرسيا ( كنت متعمدا ان اقف عليه بحذائى الرديء ) .. وصحت فيهم .. الان ..يا من تدعون الحكمه .. ويا من تدعون الايمان .. ويا من تدعون الثقافه .. ويا من تدعون الفنون .. ويا من تدعون حب الفقراء .. ويا من تدعون كل الصفات الحميده .. لا يوجد امامنا الا قانونا واحدا
البقاء للاقوى .. على كل منكم ان يستل سيفا واحدا .. ويتعارك مع الاخر .. ومن يفوز .. فليمتلك هذا الكرسى .. لانه لن يجد غيره فى هذا العالم ...
ثم - وبصوت مرتفع - دعوت للفقيد الطاغيه بالرحمه - والتمست له العذر .. وانطلقت باحثا عن انسان ليس له وجود .. لست يائسا وانما متيقنا..
حدثت تلك القصه فى احضان كليتنا .. عندما توفى رئيس اتحاد الطلبه .. وكشفت جرائمه .. وتتابع اتباعه فى الهروب سفرا الى الخارج ..