قاطع ولا تتخاذل

قاطع ولا تتخاذل

Wednesday, January 16, 2008

رحلة لن .. تنتهى





تحلم بالحرية ..كما يحلم بها جميع من يسكن هذه الدار الدنيا..ولا تعلم ..

صوصوصو..صوصوصو.. صاح الجرس معلنا نوبة الغداء ..نهضت من على فراشى ..فتحت النافذه بيسراى و وضعت اليمنى على فم الجرس حتى تنتهى نوبة الغليان داخلى التى يسببها ذلك الصوت ..كل هذا كان فى حركة بهلوانيه معتادة أقوم بها يوميا مرتين على الأقل .. وأصدرت كلماتى المعتادة :
( ايواااا..رد الصوت من اسفل _انزل _ حاااضر )..صوصوصو..صوصوصو..كنت مازلت افتح النافذة ..وصحت بدورى (نازل اهوه)..صوصو (والنعمه نااازل )
غسلت وجهى ..فتحت الباب وأطفأت النور فى حركة بهلوانيه معتادة أيضا ..تدحرجت على درجات السلم ..وأنا أفكر فى دراستى وماذا أنجزت وماذا يتبقى لى وماذا سأفعل اليوم ..هل ابدأ من مادة المعمارى أم من التخطيط .. أظن انه على ان أنجز متأخراتى أولا ثم .......

- صوصوصو..صوصوصو –

أفكر فى الجديد بل الأفضل أن اعمل فى الاثنين حتى لا .......

- ايعااااو (فتح الباب)..السلام عليكم ..أهلا تعالى ادخل ولااا روحت الكلية انهارده ..هههه (ابتسمت ابتسامه لزجه بهلوانيه معتادة أيضا ولكنى اكرهها) أه روحت ..بجد أوعى تكون نمت ولااا أنا حاسة كده انك بتضحك علينا ومقضيها نوم ..لا والله روحت بس –

أتأخر فى المستجدات إذن على أن انتهى من تصميم الفندق أولا ثم ابدأ فى البحث عن النادي الاجتماعى .

- رجعت تعبان وطلعت نمت..ماشى يا سيدى ..اقعد هنا بقه على ما احضر الغدا -


جلست على الأريكة ..مريحة جدا تلك الأريكة فى جلستها هو أبو حميد ما جاش ولا ايه ..رد الصوت منطلقا من غرفة المطبخ مختلطا برائحة الكشرى المصرى كم اشتقت إليها تلك الوجبة وخصوصا من يد هذه المر أه فهى بارعة فى صنعها ..لا احمد نبطشيه انهارده ياعينى هايقف فى التلج ده طول الليل ..ربنا يعينه يا رب_ السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ..انتهى عمى من أداء صلاة العصر ..ها ازيك يا إسلام عامل ايه فى الكلية ..الحمد لله كله تمام يا عمو ..ثم اتجه بقامته الشامخة الى المطبخ ..احنا هانكل فين انهارده ..انا حطيتلكوا فى الاوضه ..التفت بقامته الى غرفة النوم حيث تنام عمتى المريضه ..ثم تحدث الى ابنته بان تعتدل فى جلستها وان ترتدى حجابها حتى يسمح لى بالدخول ...

كنت أنا خلال هذا الحوار الغير مسرحى بالمرة ..أقوم بتصفح جريدة آفاق عربيه والمختصة بأخبار الإخوان المسلمين ..لعلى أجد تجديد فى حوارها او أخبار تستدرجنى كى اقرأها ..إلا اننى وجدتها الآفاق المعتادة أو أن شئت فقل جريدة معارضه ( غير بهلوانيه معتادة ) تسب فى الحكومة وتتهمهم بالسرقة والنصب وعدم حب الوطن ..مع مزيج من المدح والتقديس لأربابهم وقادتهم ..ثم قليل من السخرية ..ثم بعض المقالات من تلك التى تجذب الشباب ذو الطابع الثورى (الانتشفاضى )....مرت التساؤلات العقيمة القديمة فى زهنى ..هى الناس دى مش هاتبطل كلام بقه ..ما احنا عارفين الكلام ده من ميت سنه ..فين الجديد أغلقتها ثم وضعتها فى مكانها
ان كنت أنت يا من تقرأنى الان من أولئك المتأخونين فسوف تمتعض لهذا وربما صوبت الى اصابع الاتهام وعدم الدراية بقيمتهم و.. و.. و..بل قد لا تكمل القصة ..اما اذا كنت غير ذلك فستجد لكلماتى صدى فى عقلك ..اما اذا كنت شيوعيا او اشتراكيا فستفرح كل الفرح وتكمل القصة .. وحتى لا اكون من المتحذلقين الذين يصدرون التهم جزافا وبدون علم ..سوف اقدم لك الدليل ..فقط قم بعمل مقارنة بين جريدة افاق عربيه اليوم وجريدة افاق عربيه منذ عام او اثنين ..لاحظ الفرق واخبر نفسك به ..كلام مكرر اسلوب مكرر ..فقط تتغير الاحداث ..كل ما نفعله هو الكلام ..بقى ان انبه على ..دعونا من هذا الان ولنتكلم فيه فى وقت اخر ..

انا الان ذاهب لاتغذى جلست مع عمى على ( الطبلية ) ..التلفاز مفتوح على قناة الافلام القديمة الممتعه والتى عندما نراها نشعر بشىء من الحنين الى الماضى ..ماضينا الذى طالما تحدثنا عنه وبجلناه ..ماضينا الذى يبقى حلم العودة اليه اسطورة صعبة المنال ..انتهيت من وجبة الغداء وصارت الحلفانات المعتادة تتناثر ..ما تكمل اكلك ..والله لانت مكمل ..هاتكمل ولا اجيب السكينة ..لا خلاص انا كده تمام والله بسم الله ماشاء الله تسلم اديكى يا طنط ..ذهبت الى الحمام كى اغسل يدى وفمى واحيانا منخارى الكبير كم يضايقنى هذا المنخار عند الاكل ..على كل نفعه اكبر ..يكفى انه يستنشق الهواء جيدا وبصورة اكبر ..ولا يتزين بما يسمى بالفسافيس كمنخار صديقى الصندوق ..انا هاطلع بقه يا طنط ..طب استنى خد العشا بتاعك عشان انت ما بتنزلش بالليل ..اسلؤلك بيضتين وعندك الجبنه والعيش وظبط نفسك ..ماشى يا طنط ..قمت بوضع البيض فى الماء الموضوع فى الكزارونه ثم اتجهت الى البوتجاز واشعلت فيهم النار ..ثم بدأت فى التحرك داخل المطبخ ذهابا وايابا ..يمينا ويسارا ..

- يبقى اتفقنا نبتدى فى الفندق وبعدين نظبط المول وبعدين ندور على النادى الاجتماعى ..وبعد كده عاوزين نشوف خمس مشاريع للراجل بتاع تصميم مواقع ..خمسه مره واحده ..انا مش عارف الراجل ده بيعمل كده ليه ..باقولك ايه كبر دماغك وريحها دلوقتى عشان لما نطلع نعرف نشتغل ..تعالى نطلع بره ننكش فى اى حاجه فى الصاله -

توجهت الى الصاله كالابله الذى يريد ان يفعل اى شيء حتى يتناسى انه ابله ..ذهبت الى الكمبيوتر كى افتحه ثم توقفت حيث لن يسمح الوقت بذلك ..وانا ابحث بعينى على اى شيء افعله وقعت عيناى على نوتة مذكرات ..هممم عظيم يبدو انها فارغه ولن اجد فيها اى شىء ..تذكر انك لا تلقى بالتهم الا بعد ان تجد دليلا افتحها وانظر اولا ..فتحتها كانت تبدو فارغه ولكن انظر فى الصفحة السابقه كان يوجد ظهر ورقه مليئه اذهب اليها سريعا ..على ما يبدو انها قصه شخصيه لاحمد ..ولكن انظر هذا الخط ليس لاحمد على ما يبدو انه لابنة عمى ..كنت قد بدأت فى قرائتها بالفعل -كفى كفى فهذا قد يكون نوعا من التجسس ..لا لااظنه هكذا فهى اقصوصة وليست حوار شخصى ..وتبعا لقانون الفضول ( قانون الهاشا والهاشين ) اكملتها وكانت من تلك النوع الذى يغلق عيناى عليه فلا ارفعها حتى انتهى منه ..غريبه معقوله ..كنت اعلم مسبقا برغبتها فى دخول كلية الاعلام ..ولكن لم اتوقع انها من اولئك الكتاب ..الذين يمتلكون الكلمة من الالف الى التاء بل و يستحوذون على عقل وأحاسيس القارىء قبل عيناه ..قصت الاقصوصه فى صفحة واحدة ...

وكالعادة ... اضيف الى مفكرتى الذهنية المليئه شيئان .. فرحتى بابنة عمى التى اتوقع لها مستقبلا عظيما فى احتراف الكلمة ..وتلك الاقصوصه التى على ما يبدو انها لفتاه دون العشرة الثانيه من عمرها ..تحلم بالحرية ..تنظر للحمام وهو يحلق فى الهواء ..وتغير منه ..تريد ان تقتلع قيود الظلم والحجر التى ترسبت على قلبها ..صرت انحى مشاريعى من ذهنى وافكر فى تلك الاقصوصه ..ثم تنحت عنى فرحتى بابنة عمى ولم يبقى فى ذهنى سوى تلك الاقصوصه والتى تبدو بالنسبه لى مضحكه مؤلمه فى الوقت نفسه وشيء بسيط عن كزاورنة البيض وهل نضج بعد ام لم ينضج ؟!..تصنت اليه فلم اسمع صوت استغاثته ..ولكن رغم ذلك لم استطع ان امنع نفسى من التفكير فيه .. على كل القصه فى اسلوبها رائع ..لكن فحواها كما ذكرت مضحك مؤلم

- شوف البيض بقه يا اسلام زمانه استوى –

كنت اعلم انه لم ينضج فهو لم يستغيث ولكنى فضلت ان ارحمه من التعذيب حرقا بالنار ....

- انا طالع بقه يا طنط مش عاوزين حاجه (ايعااااو) لا شكرا ابقى انزل شويه ..ماشى حاضر ..سلام عليكم (ايعااا..تك) -

صعدت الى حبسى المنفرد ... مضحك لانه ذكرنى بحالى وحال أغلب من رأيتهم على هذه البيضة الكبيره ..فى فتره عمرية معينه نبدأ فى البحث عن حلقة الهواء التى سوف تأخذنا من هذا العالم الممل ..وتحلق بنا فى الهواء مرتفعة ..ومرتفعة ..ونظن انها ستدخلنا فى عالم اخر اشبه بالجنة التى لم نراها - وما المضحك فى ما تقول يا ابله الاحساس ..صبرا قرينى لم انتهى بعد - ثم تضعنا بيديها على الاريكة المستديرة التى غالبا ما ستكون مريحة اكثر من أريكة عمى السالفة الذكر ..ثم تدور وتدور وكأنها تشبه لعبتنا القديمة( دوخينى يالمونه )ثم نبدأ فى الهرولة فى الفضاء مسريعين بلا اتجاه وبلا هدف كل ما علينا فقط هو ان نفعل ما يحلو لنا دون اية قيود ..
اتريد ان تستنشق عطر هذه الورده..نعم .. اقتلعها اذن واستنشقها هى لك ..شكرا لكى ايتها الحلقة الهوائيه الجميله ..وانت ماذا تريد ؟؟..اتريد ان تعود الى ايام صباك ..نعم نعم كم كانت ممتعة تلك الايام بلا هم بلا احزان ..اذن ـ مصوبة عصاتها السحرية اليه ـ بامر الحلقة الهوائيه يعود هذا الفتى الى السنة الرابعة من عمره - وفجأة تتناثر نجوم ورقية براقة بجميع ألوان الكون لتغطى هذا الشاب وما هى الا لحظات حتى تطير هذه النجوم لنجده قد تحول الى طفل ..ثم تتحول عنه مبتسمة لتلبى المزيد من الرغبات ..ما هذا مالى اراك حزينا..يا صديقى فى مملكة الحلقة الهوائيه ممنوع وصول الحزن حتى الى اظافر قدميك قل لى ماذا تريد ؟ اريد كل شىء ..كل شىء ..اذن بامرى كل شىء هو لك ..
يا اصدقائى يا من كنتم تبحثون عنى ..يا كل من يقطن هذا الفضاء ..بامرى كل ما تريدون هو لكم ..لا تفكروا الا فى شىء واحد ..السعاده ..كل ما يسبب لكم السعاده هو لكم .

-يااااه ..يالهذا الاحساس جميل وكم انا مشتاق اليه ويالك من ابله الاحساس حقيقة فماهو المضحك فى كل هذا الجمال والراحة الأبدية ..ماذا دهاك لماذا تخليت عن الصبر ..الصبر يا قرينى ثمة القرناء ..وحيث انك لا تصبر اظنك قرين سوء(قرسؤ) حجرى متعفن ومعاندة فيك لن اذكر لك الان ما المضحك فى الامر بل سانتقل الى المؤلم وسأدعك تأكل صوابع قدميك من الغيظ او تحتسى قليلا من المسحوق الترابى -
.. مؤلم ..لانه يزكرنى بعرض درامى محزن كنت انا بطل فيه..او ان شئت فقل انه كان بلا بطل محدد ..كل الممثلون ابطال ..والمخرج ومصمما الاضائه ومنفذيها ..كل من شارك فى هذا العرض كان بطلا من ابطاله ..بل و الجمهور نفسه كان بطلا من ابطاله ..ارى هذا العرض يوميا على الاقل مائة مرة ..لا تتعجب..فهو متجدد دائما ..طويل احيانا ..لحظى فى احيان اخرى ..لدرجة اننى قد المحه من نافذة الميكروباص وهو يسير على سرعة مائة كم/س ..فى عين شاب او فتاة تجلس فى عربة اخرى تسير بسرعة قد لا تتجاوز الثلاثين كم/س ..
-لكنك لم تذكر المؤلم بعد- المؤلم يا سيدى اننا فى ظل هذا الحلم الذى قد يبدو جميلا ..نهمل اشياء اخرى ..-يبدو انك سوف تتفلسف ..لا ليس ثمة فلسفه فى الامر كل ما هنالك اننى اروى الحلم بعد ان انتهيت منه جزئيا ..عشته بسعادته وبألمه ..بجماله وقبحه ..بفلسفته وغجريته ..فقط دعنى اكمل يا معدوم الكمال –

فرحتنا بالحلقة الهوائية التى ستأخذنا من عالمنا الممل الى عالم ليس له وجود تنسينا ان هذه الحلقة فى حد ذاتها قيد اخر ..قل ما تشاء عنها من مديح ومن اعاجيب لكن لا تنكر انها تكون فى اخر الامر سجنا لك ..اذن كل ما قمت به انك انتقلت من سجن مكعب الى اخر مستدير او اسطوانى ..فرحتنا بالوردة تنسينا انها قد تحتوى فى ساقيها على الشوك والذى لابد سيؤذينا .. انها ليست ملكنا كى نقتلعها من صدر جذورها ..فرحتنا بالعودة الى الطفولة ونقائها وصفائها ينسينا ان هذه الايام لا ولن تعود ..فعندما كنا اطفالا كانت التلقائية مذهبنا لاننا لم نكن نفهم ..لم نكن ندرك ..كان حبنا الاستطلاعى يرغبنا فى الحياة باكملها بحلوها ومرها ..فكان من الطبيعى عندما لا نجد احد نلعب معه نداعب الكهرباء باصابعنا وكأننا نستكشف اذن طفل رضيع لا يستطيع المقاومه .. كان جهلنا بالحقائق يدخلنا فى كل الاودية بخضرتها واشواكها ..اما الان فلم نعد جهله ..اصبحنا على علم ..بالنفاق والاستهزاء والاحساس والكذب والاخطار ..مات حب الاستطلاع وحل مكانه ( امشى فى حالك يا عم ) .. لا نستطيع ان نضع اصابعنا فى فتحة الكهرباء لاننا نعلم ان ذلك يودى بنا الى الهلاك ..
وهكذا .. كل هذا يؤدى بنا فى نهاية المطاف الى البحث ..اين هى الحرية


لسه ما خلصتش



Tuesday, January 15, 2008

أراجــوز



أراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوز


و لافف بلادك يا وطن ...من البلد للجوز


عاشق ترابك ..تراثك..و ببكى على اللى فاتك


فى غربتك ...منبوووووووووووووذ


وعــجــــــبــــــــــــى






أقـلـع غـماك يا طـور وأرفـض تلف


واكسر تروس الساقيه واشتم وتف


قــال بس خطوة كمان وخطوة كمان


يا اوصل نهاية السكه يا البير يجـف


وعــجــــــبــــــــــــى